الإمارات

البصمة الكربونية.. معيار عقاري

لم يعد الوعي البيئي أمراً طارئاً أو مستجداً، بل بات توجهاً رئيسياً يؤثر على كافة القطاعات، ومن ضمنها العقار، وأصبحت البصمة الكربونية معياراً حيوياً عند شرائح واسعة عند شراء العقار لتشكل التزاماً أساسياً تقدمه العديد من شركات التطوير لاستقطاب الشرائح المتنامية من العملاء المهتمين بحماية البيئة، وأصبحت ركيزة أساسية لمعايير الاستدامة في القطاع.

وأكد بي إن سي مينون، رئيس ومؤسس مجموعة شركات «شوبا»، في تصريحات لـ«البيان»، أن الجودة والرفاهية تشكل ركائز أساسية لأعمال الشركات والعلامات التجارية العقارية، ونشهد تنامي أهمية الابتكار التكنولوجي والاستدامة كمحركات لنمو وتطور سوق العقارات في دولة الإمارات.

ويدرك الفاعلون في السوق العقارية، بمن في ذلك المستثمرون والمطورون وشركات البناء، الحاجة المتزايدة للأبنية المستدامة والمرنة وذات التكلفة التنافسية.

وقال مينون: «حفزت جائحة كوفيد 19 المعنيين ضمن القطاع العقاري على إيلاء أهمية أكبر للحفاظ على البيئة والسلامة العامة، وزيادة التركيز على نظم التهوية والتعقيم والتطبيقات اللاتلامسية، مع تطوير فهم أفضل لاستخدام المساحات والكثافة».

وانطلاقاً من وعيهم المتزايد حول قضايا وتحديات التغير المناخي، بات المستثمرون يميلون نحو الاستثمارات الخضراء الأكثر أماناً والأفضل من ناحية الأداء، وذلك بمساعدة المعايير وأدوات القياس الجديدة التي مكنتهم من الارتقاء بمستوى الأداء الاقتصادي والالتزام البيئي، بحسب مينون.

وفي هذا السياق، أصبح قياس البصمة الكربونية إجراءً معتمداً، عززته التكنولوجيا الحديثة والمعايير الدقيقة التي تسمح للمستثمرين بتتبعها بشكل دقيق، وأشار إلى أن مشروع «شوبا هارتلاند» في دبي يشكل نموذجاً لهذا التغيير، حيث يتضمن 300 صنف من الأشجار والنباتات، تمتد على مساحة 2.4 مليون قدم مربعة من المساحة الكلية لأرض المشروع.

ومواكبةً لأحدث اتجاهات العملاء، ركزنا جهودنا على تطبيق الحلول المبتكرة التي تضمن جودة الحياة، بما فيها الاستفادة من وفرة الضوء الطبيعي في الإمارات من خلال النوافذ الكبيرة، وإضافة نافذة سقفية لغرف النوم الرئيسية في الفيلات لإدخال المزيد من الضوء إلى المساحات الداخلية. إضافةً إلى ذلك، حرصنا على استخدام أكثر الأنظمة الضوئية LED كفاءةً وتوفيراً للطاقة، والتي تستهلك طاقةً أقل بنسبة 75%.

المباني الخضراء

وقال فرهاد عزيزي الرئيس التنفيذي لشركة عزيزي للتطوير العقاري، إن مشاريع المباني الخضراء أصبحت أكثر شيوعاً في الوقت الراهن، إذ يتوقع كل مشترٍ قدراً معيناً من الاستدامة في منازلهم ومبانيهم التجارية. ووفق البيانات الصادرة عن الرابطة الوطنية لبناة المنازل في الولايات المتحدة، يتبين أن المشترين على استعداد لدفع المزيد مقابل الحصول على ميزات مستدامة، مثل مساحة الحديقة والنوافذ التي تضمن جودة هواء أفضل.

وأضاف: «بدءاً من الأجهزة الموفرة للطاقة وحتى تركيب الألواح الشمسية على الأسطح، أصبح من المهم تطوير منازل أكثر استدامة، مع تطبيق التكنولوجيا الخضراء، كأولوية رئيسية لمالكي العقارات، والموازنة بين المنزل الصديق للبيئة والمستدام، مع إضفاء مواصفات المنزل الذكي لتسهيل حياتهم. ويبدي المشترون الآن اهتماماً متزايداً إزاء المنازل المبنية بمواد منتجة محلياً، والتي تعمل بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية، ويتطلعون للحصول على هواء داخلي يتم التحكم فيه بالرطوبة، ومياه الشرب التي يمكن تنقيتها، والإضاءة بمصابيح «إل إي دي»، وفلاتر هواء عالية الكفاءة، إلى جانب أنظمة إنترنت «المنزل الذكي»، فضلاً عن مواصفات أخرى».

محاور رئيسية

ولفت رجا علم الدين، الرئيس التنفيذي لشركة لوتاه للعقارات، إلى تنامي أهمية تبني الممارسات الخضراء الصديقة للبيئة بالنسبة للقطاع العقاري في الإمارات، موضحاً أن هناك محاور رئيسية ترسم ملامح الاستدامة العقارية، تتجسد في توفير الطاقة وإنشاء مدن ذكية، إضافة إلى المباني الذكية وتلبية متطلبات الجيل التالي من مشتري المنازل.

وأوضح علم الدين أن تقريراً صادراً عن المنتدى الاقتصادي العالمي كشف عن مسؤولية قطاع الإنشاءات والتشييد العالم عن نحو 38% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، بينما تمثل المباني أكثر من 30% من استهلاك الطاقة العالمي، لافتاً إلى أنه في الإمارات يعتبر استخدام الطاقة من أكبر نفقات تشغيل المباني، حيث يمثل ما يقرب من ثلث ميزانيات التشغيل.

وأوضح أن استخدام الطاقة المتجددة والمواد المستدامة بيئياً يُعتبر من الأولويات القصوى التي تحتل الصدارة لإظهار التأثير الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، مع تزايد الطلب على بصمة كربونية أصغر والازدهار الذي تشهده الفواتير المنخفضة للمرافق، يعمل مهندسو البيئة باستمرار على تطوير العديد من الابتكارات المعززة للكفاءة البيئية. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
منبع: عربية CNBC

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى