الإمارات تحول الثروة النفطية إلى براعة تكنولوجية
أكد معالي عمر بن سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، أن الإمارات تستقطب أكثر من 50% من استثمارات رأس المال المغامر في المنطقة بأسرها، ونسبة إلى حجم سكانها، فإن ذلك يشير إلى تركيز عال جداً في المواهب عالية المستوى في الدولة، فضلاً عن توفر نظام بيئي داعم لنمو الشركات الناشئة، مشيراً إلى أن كرة الثلج بدأت تتدحرج قبل بضع سنوات في الإمارات مع الشركات الناشئة، وهي تكبر الآن، وأن هناك اهتماماً يبديه المستثمرون العالميون بالمنطقة.
جاء كلام معاليه، في مقابلة مع موقع «تيك كرنش» الأمريكي، الذي رأى أن الإمارات بتركيزها المكثف على تنمية التكنولوجيا ومشهد الشركات الناشئة تهدف إلى تغيير النظرة إلى الشرق الأوسط بأنها منطقة نفطية لا غير.
الشركات الناشئة
وقال معالي العلماء للموقع المتخصص في الشركات الناشئة والتكنولوجيا، إن الاستثمارات في النصف الأول من هذا العام، كانت أكثر بكثير من التوقعات، ومن مجمل الاستثمارات في الأشهر الستة الأولى، تم استثمار 1.73 مليار دولار في الشرق الأوسط، من بينها 37.2% تم استثمارها في الإمارات، وهذا رقم كبير، وإذا تم إجراء مقارنة بين عامي 2022 و2021، على صعيد المنطقة ككل، تضاعف في يناير وفبراير هذا العام 2.5 مرة، وفي مارس 1.5 مرة، وفي أبريل 1.5 مرة، ومايو 1.4 مرة، ويونيو 1.2 مرة، وهو ما يشير إلى الاهتمام الذي يبديه المستثمرون العالميون بالمنطقة، أما بالنسبة إلى الحقائق التي تفيد بأن الإمارات لا تزال تحصل على الجزء الأكبر منها مقارنة بالدول الأخرى، التي تضم عدداً أكبر من السكان أو يبدو حجم سوقها أكبر، فقال إنها تُظهر أن كرة الثلج بدأت تتدحرج قبل بضع سنوات في الإمارات مع الشركات الناشئة لديها، وهي بدأت تكبر للتو، ولا تزال في بداية الطريق.
وعن مقاربات الإمارات لجذب شركات التكنولوجيا، أشار معاليه إلى أن أحد الحوافز بالتأكيد هي الإعفاءات الضريبية، لكنه أكد أن الإمارات اليوم هي أيضاً مركز مالي في المنطقة، ومن أهم المراكز المالية على مستوى العالم، وهناك الكثير من رأس المال الجاهز للتوظيف في الدولة، كما لفت إلى وجود ميزات مهمة كشعور المستثمرين براحة أكبر في الاستثمار في شركة بالإمارات بسبب شفافية نظام المحاكم، والتشريعات الحكومية صديقة للقطاع الخاص، ووجود بيئة متسامحة، تتيح للأشخاص القدرة على الازدهار بمعزل عن العرق أو الجنس أو جنسية معينة، إضافة إلى وجود بنية تحتية متقدمة جداً، من حيث جودة الطرق وأعلى اختراق للهواتف الذكية في العالم.
حوافز
وأفاد معاليه عن قيام الإمارات بدراسة جميع القطاعات المختلفة الداعمة لمشهد الشركات الناشئة، وتقديم حوافز تضمن تفضيل الناس الإمارات بدلاً من أي مكان آخر، ففي حين هناك صعوبة الحصول على تأشيرة في معظم البلدان، يمكن للموهوبين والعاملين بشكل خاص في الاقتصاد الرقمي، الذي تركز عليه الإمارات بشدة الحصول على إقامة دائمة او إقامة طويلة الأجل فوراً، هذا عدا بدء شركة في غضون يوم واحد، وتوفر الكثير من البرامج المختلفة كالحاضنات والمسرعات والعقود الحكومية، التي تعتبر جذابة للغاية.
وأكد أن الإمارات بدأت، أولاً بدراسة الإمكانات المتاحة، وكيف يمكن ضمان نشر الذكاء الاصطناعي بشكل فعال في جميع أنحاء الدولة بطريقة تعمل على تحسين نوعية الحياة، فجودة الحياة، حسب قوله، هي المحرك الرئيسي للذكاء الاصطناعي، وهذا ليس مكسباً اقتصادياً كما هو الحال في العديد من البلدان، وثانياً، ضمان تخفيف الإمارات من احتمال تحمل أعباء حدوث خطأ في الذكاء الاصطناعي في مكان آخر، وكان الشعار منذ اليوم الأول هو بناء دولة ذكاء اصطناعي مسؤولة مفيدة للحاضر، ولكن أيضاً للمستقبل.
وختم معاليه بالقول: إن الإمارات في التاريخ كانت دائماً بلد التجار، وتتطلع دائماً إلى دعم الأعمال وإطلاق العنان للفرص، وأنها كانت حازمة وصريحة للغاية بشأن طموحها في التنويع بعيداً عن النفط، وهذا يمكن ملاحظته من خلال الاستثمارات في مصادر الطاقة المتجددة وأجزاء أخرى من اقتصادنا، أي الاقتصاد الرقمي، لضمان قدرتها التنافسية وميزتها النسبية مع الدول المتقدمة والمتطورة في أنحاء العالم، ولفت إلى أنها ليست كبيرة لتتنافس في قطاعات معينة مع دول أخرى ذات تكلفة عمالة أرخص، في حين أن الاقتصاد الرقمي والقطاعات الناشئة الآن، بسبب التقدم التكنولوجي، يتيح لها الحصول على عوائد لا تصدق من المواهب، التي حتى لو كانت باهظة الثمن، تكون قادرة على إنتاج مخرجات. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App منبع: عربية CNBC