الإمارات تستهدف نمواً متزايداً مع ضمان حماية البيئة
افتتح مجلس الإمارات للاقتصاد الدائري، ضمن أعمال اجتماعه الثالث للعام 2022، مصنع الوقود الحيوي التابع لشركة «لوتاه للوقود الحيوي»، بمدينة دبي الصناعية. وخلال الاجتماع عززت وزارة التغير المناخي والبيئة توجهاتها لتوسيع نطاق استخدام الوقود البديل عبر توقيع مذكرة تفاهم مع شركة إسمنت الاتحاد لاستخدام الوقود البديل في العمليات التشغيلية لمصانعها.
حضر الافتتاح وأعمال الاجتماع معالي مريم بنت محمد المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة، ومعالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، ومعالي الدكتور ثاني الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، ومعالي عمر بن سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، والشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان الرئيس التنفيذي لمؤسسة تحالف من أجل الاستدامة العالمية.
كما حضره المهندس أسامة فضل، الوكيل المساعد لقطاع المسرعات الصناعية في وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ورزان المبارك، العضو المنتدب لهيئة البيئة في أبوظبي، وعبد الرحمن النعيمي مدير عام دائرة البلدية والتخطيط بعجمان، والمهندس عيسى الهاشمي الوكيل المساعد لقطاع المجتمعات المستدامة بوزارة التغير المناخي والبيئة، والمهندس يوسف آل علي الوكيل المساعد لقطاع الكهرباء والمياه وطاقة المستقبل في وزارة الطاقة والبنية التحتية، وخالد الحريمل الرئيس التنفيذي لمجموعة بيئة، وليلى عبد اللطيف مدير عام جمعية الإمارات للطبيعة. هذا إلى جانب عدد من المدعوين من جهات حكومية وخاصة من مختلف إمارات الدولة.
مواصلة النمو
وقالت مريم المهيري: إن «تعزيز الانتقال نحو نموذج الاقتصاد الدائري يمكن بدوره المساهمة بفاعلية في تحقيق منظومة التنمية الاقتصادية المستدامة التي تستهدفها دولة الإمارات، والتي تضمن مواصلة النمو بمعدلات متزايدة مع ضمان حماية البيئة والحفاظ على مواردها الطبيعية وتحقيق استدامتها، بالإضافة إلى تعزيز جهود خفض الانبعاثات والسعي لتحقيق الحياد المناخي».
وأضافت إن الاعتماد على الحلول الابتكارية من دورها تعزيز الانتقال نحو نموذج الاقتصاد الدائري وتطبيق معاييره بشكل فعال، ويمثل إطلاق مصنع لوتاه للوقود الحيوي نموذجاً ناجحاً لتطبيق هذا النوع من الحلول التي تستند إلى إعادة الاستخدام والتدوير، وخطوة فعالة لمشاركة القطاع الخاص في تحقيق مستهدفات دولة الإمارات للانتقال نحو تطبيق نموذج الاقتصادي الدائري.
شراكة حقيقية
وقال عبدالله بن طوق: «تعزيز ممكنات التحول نحو نموذج الاقتصاد الدائري في دولة الإمارات من خلال التعاون الوثيق بين القطاعين الحكومي والخاص يعد أحد المسارات الرئيسية التي يقودها مجلس الإمارات للاقتصاد الدائري والمرتكزة على شراكة حقيقية مع القطاع الخاص في الدولة لاستكشاف الفرص وطرح الحلول وتطوير السياسات اللازمة لترسيخ مكانة دولة الإمارات مركزاً عالمياً رائداً في تطبيق نموذج الاقتصاد الدائري باعتباره أحد محركات النمو الاقتصادي المستدام خلال المرحلة المقبلة».
وتابع إن مصنع لوتاه للوقود الحيوي يقدم نموذجاً مبتكراً لتحويل زيوت الطبخ إلى وقود حيوي يتم استخدامه في إنتاج الطاقة ويعزز من جهود التحول نحو طاقة أكثر استدامة وخلق فرص اقتصادية جديدة تخدم جهود الدولة في الانتقال نحو نموذج اقتصادي أكثر مرونة وتنوعاً وقائم على المعرفة والابتكار ويحقق أهداف التنمية المستدامة.
قطاع واعد
وأكد الدكتور ثاني الزيودي أن مواصلة الجهود الرامية إلى تنفيذ سياسة دولة الإمارات للاقتصاد الدائري 2021-2031 من شأنها ترسيخ مكانة الدولة مركزاً اقتصادياً عالمياً، ووجهة مفضلة للاستثمارات الأجنبية الباحثة عن فرص مجزية في قطاعات اقتصاد المستقبل القائمة على المعرفة والابتكار، والتي تراعي معايير الاستدامة والمحافظة على الموارد الطبيعية.
وقال: إن البرامج والمشاريع التي يتم تنفيذها تحت مظلة سياسة الإمارات للاقتصاد الدائري تدعم البيئة الاستثمارية للدولة، وتوفر العديد من الفرص المرتبطة بالاقتصاد الدائري، كما تعمل على توسيع البنية التحتية لهذا القطاع الواعد، وتوفير الحوافز للقطاع الخاص بهدف التحول إلى أساليب الإنتاج الصناعي النظيفة باستخدام الذكاء الاصطناعي وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، وبما يعزز مكانة الإمارات ضمن الاقتصادات الدائرية الواعدة إقليمياً وعالمياً، ومن هنا تنبع أهمية افتتاح مصنع الوقود الحيوي التابع لشركة «لوتاه للوقود الحيوي» في مدينة دبي الصناعية كثمرة لجهود التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص لتحقيق المستهدفات الوطنية.
فكر استباقي
وأكد عمر سلطان العلماء أن حكومة دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، رسخت مفاهيم الاستدامة والفكر الاستباقي لتعزيز الجاهزية للمستقبل، من خلال تنويع نماذج الاقتصاد في الدولة بين العام والرقمي والدائري، ما يعتبر أمراً ضرورياً وأساسياً لتحقيق الاستدامة في النمو وضمان تسريع وتيرة التقدم نحو المستقبل.
وقال: تبني نموذج اقتصادي جديد في الدولة سيخلق فرصاً استثنائية وجديدة من خلال تحفيز الابتكار وزيادة القدرة التنافسية وتعزيز النمو، والذي يضمن جودة حياة الأجيال الحالية والمستقبلية، كما سيسهم البرنامج التدريبي في صقل مهارات الشباب وتوسيع مداركهم وتوعيتهم بنماذج الاقتصاد لتصميم مستقبل الدولة.
الشركات الناشئة
وشمل جدول أعمال الاجتماع العديد من الموضوعات ذات العلاقة بمتابعة تطور خطوات تطبيق معايير الاقتصاد الدائري على مستوى كل القطاعات، ومستجدات القرارات السابقة للمجلس.
وقدمت وزارة التغير المناخي والبيئة عرضاً تقديمياً حول نماذج للشركات الناشئة ذات الطموح العالي في مجال الاقتصاد الدائري، والتي يمكن ضمها ضمن خطة مسرعات تطبيق نموذج الاقتصاد الدائري، ومنها شركة «سولين» المتخصصة في الأبحاث والتطوير في عمليات إنتاج البروتين بعيداً عن الزراعة بشكل تام، واعتماداً على مجموعة من العمليات باستخدام الهواء والكهرباء كمواد خام للتصنيع والإنتاج، وباستخدام موارد مياه أقل 1000 مرة مما هو مطلوب لإنتاج البروتين من لحوم الماشية، وأقل 100 مرة من إنتاج البروتين النباتي.
وهناك أيضاً شركة «ايفو أند كو» والمتخصصة في الحد من استخدام البلاستيك عن طريق استبداله بمواد تصنيع جديدة مستمدة من الطبيعة مثل الأعشاب البحرية وقش الأرز ومخلفات قصب السكر، و«مختبر ميميكا» والذي ينتج ملصقات ذكية – منخفضة القيمة – حساسة لتحديد صلاحية الطعام عبر قياس درجات الحرارة ومتابعة درجة نضارة الطعام، بهدف تعزيز الحد من هدر الغذاء.
وأعرب يوسف لوتاه، رئيس مجلس إدارة «لوتاه للوقود الحيوي» عن شكره وتقديره لـ«الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة للجهود الهادفة إلى تعزيز الانتقال إلى الاقتصاد الدائري، الذي يمثل مساراً مهماً لترسيخ التنمية المستدامة».
وقال: «يسهم الاقتصاد الدائري في زيادة مستويات الفعالية والمسؤولية في الإنتاج والاستهلاك، ويتيح فرصاً واسعة للنمو والازدهار للشركات التي تعلي من قيم وممارسات الاستدامة مثل «لوتاه للوقود الحيوي»».
الوقود الحيوي
وتعتمد آلية عمل مصنع لوتاه للوقود الحيوي عبر اتفاقيات مع العديد من مؤسسات وجهات القطاع الخاص العاملة في المجال الغذائي والضيافة، على جمع زيوت الطهي المستعملة، ومعالجتها وتحويلها عبر أحدث التقنيات العالمية إلى وقود ديزل حيوي بقيمة سعرية منافسة لوقود الديزل الاعتيادي.
ومن شأن دخول المصنع الجديد إلى العمل وما يترتب على ذلك من زيادة السعة الإنتاجية الإضافية من وقود الديزل الحيوي البالغة 100 طن يومياً مساعدة الإمارات على تحقيق هدفها المتمثل في الحصول على 5 % من الوقود المستخدم في وسائل النقل من نفايات الطعام والموارد غير المتجددة.
وأطلع أنيس نصار من المنتدى الاقتصادي العالمي أعضاء المجلس على آخر التطورات في مبادرة Scale360° التي تجمع شركاء عالميين لتوسيع نطاق استخدام تقنيات الثورة الصناعية الرابعة بهدف تسريع وتيرة اعتماد مبادئ الاقتصاد الدائري.
إسمنت الاتحاد
وضمن فعاليات الاجتماع، وقعت وزارة التغير المناخي والبيئة، مذكرة تفاهم مع شركة إسمنت الاتحاد، لاستخدام الوقود البديل المنتج من محطة معالجة النفايات البلدية الصلبة في إمارة أم القيوين بشكل جزئي للعمليات التشغيلية في مصانعها.
ويضم مجلس الإمارات للاقتصاد الدائري 17 ممثلاً عن الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية ذات الصلة وشركات القطاع الخاص والمنظمات الدولية.
طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App منبع: عربية CNBC