الإمارات

شراكات مثمرة بين «موطن ريادة الأعمال» والشركات العالمية والقطاع الخاص

في إطار رؤية قيادة دولة الإمارات للمستقبل وانسجاماً مع مبادئ ومستهدفات الخمسين، دشنت حكومة دولة الإمارات خلال المرحلة الماضية مبادرات وتشريعات رائدة أحدثت نقلة نوعية في منظومة ريادة الأعمال وبيئة عمل المشاريع الصغيرة والمتوسطة، عبر تطبيق قوانين وسياسات مرنة ومتكاملة لدعم واحتضان هذا القطاع وتسريع نموه، وإقامة سلسلة من الشراكات تعد الأكبر من نوعها بين الحكومة والقطاع الخاص الوطني والمؤسسات والشركات العالمية المرموقة المعنية بتنمية ريادة الأعمال، والتي أسهمت بدورها في تعزيز بيئة الأعمال وجاذبية المناخ الاقتصادي في الدولة.

ويعد برنامج موطن ريادة الأعمال الذي أطلقته وزارة الاقتصاد في نوفمبر 2021، إحدى المبادرات الاستراتيجية المحورية التي أحدثت فارقاً نوعياً في حياة الشركات الصغيرة والمتوسطة، من خلال برامجه الرئيسية الثلاثة (أكاديمية بناء مهارات ريادة الأعمال، وبرنامج أسس في الإمارات، ومنصة دعم الشركات السريعة النمو)، والموجهة للارتقاء بثقافة ومهارات رواد الأعمال وتخريج جيل متشبع بالفكر الريادي، ومساعدة أصحاب المشاريع الريادية في دولة الإمارات ومن حول العالم لبدء مسيرتهم في عالم الشركات الناشئة بممكنات قوية تضمن نجاحهم التجاري بصورة مستدامة، إضافة إلى دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة ذات الآفاق الواعدة في الدولة لتصبح شركات كبيرة وناجحة وتصل إلى العالمية خلال السنوات العشر المقبلة.

وتراهن الدولة على دور قطاع ريادة الأعمال المحوري في تنويع مصادر الاقتصاد الوطني وتعزيز إنتاجيته وتنافسيته عالمياً ودعم نمو الناتج المحلي الإجمالي، باعتباره إحدى الركائز الأساسية التي تعول عليها في بناء نموذجها الاقتصادي الجديد القائم على المرونة والاستدامة، وذلك في إطار المستهدف الطموح الذي يتبناه «موطن ريادة الأعمال» بأن تحتضن الإمارات 20 شركة مليارية على الأقل خلال السنوات العشر المُقبلة.

وانطلاقاً من هذه الرؤية الاستشرافية؛ أطلقت الدولة مبادرات مبتكرة تستهدف بالدرجة الأولى غرس الفكر الريادي في أنشطة الأعمال لدى الأجيال الحالية والمقبلة، وتعمل على توفير الحلول وفرص التعلم والتطور، وتسهم في تمكين ريادة الأعمال بالدولة وتطويرها بصورة شاملة ومستدامة، وتعزز مكانة الإمارات كمنصة ووجهة عالمية لريادة الأعمال، خاصة في مجالات الابتكار والتكنولوجيا.

وفي ضوء ذلك، أطلقت وزارة الاقتصاد مسابقة SkillUp Compete، في نوفمبر عام 2021، بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم وكليات التقنية العليا وبمشاركة العديد من الجامعات في الدولة، ضمن مبادرات «أكاديمية بناء مهارات ريادة الأعمال»، وشهدت المسابقة مشاركة 400 طالب من 35 جامعة بالدولة، وأعلنت نتائجها في يونيو الماضي بفوز 4 مشاريع من أصل 78 مشروعاً شاركت في تلك المسابقة.

ويعكس التعاون بين شركة (HCMS) وهي أحد المشاريع الريادية المبتكرة الفائزة في المسابقة، وشركة (Udacity) العالمية، من خلال اتفاقية تم إبرامها بين الطرفين مؤخراً بدعم من «موطن ريادة الأعمال» التابع لوزارة الاقتصاد، التزام الدولة الكامل تجاه تمكين قطاع ريادة الأعمال في الاقتصاد الوطني، وإطلاعه على أفضل التجارب والخبرات العالمية بالتعاون مع شركائها من الجهات الحكومية والشركات والمنظمات ذات الصلة.

ومن المقرر أن يعمل الطرفان من أجل تقديم رؤية مشتركة لتحديد ومعالجة فجوة المهارات في سوق العمل في دولة الإمارات، وذلك من خلال قيام شركة HCMS بتحديد الفجوات في المهارات من خلال منصة AI التابعة لها والمعنية بتقديم تقارير للمؤسسات التعليمية، لضمان توفيرها المهارات الضرورية لمواكبة متغيرات سوق العمل ومتطلبات وظائف المستقبل مثل الذكاء الاصطناعي، وعلوم البيانات، والأمن السيبراني والبرمجة. في المقابل ستعمل UDACITY على دعم المؤسسات التعليمية وتمكينها من تقديم الخدمات اللازمة التي سيتم من خلالها سد فجوة المهارات وتضمن أن الخريجين لديهم المهارات التي تتوافق مع سوق العمل.

وتؤكد وزارة الاقتصاد مواصلة دعم رواد الأعمال والشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة في الدولة، ولا سيما من خلال المبادرات والبرامج المتكاملة التي تطلقها تحت مظلة «موطن ريادة الأعمال»، لدفع مسيرة نموهم وتعزيز تجربتهم الريادية، بدايةً من مرحلة بناء وصقل المهارات، وتزويدهم بالتدريب والاستشارات وتعزيز قدرتهم على تبني الأفكار المبتكرة وأساليب العمل المثلى والاتجاهات والتقنيات الحديثة في عالم المشاريع الريادية بالتعاون مع شركات ومنظمات مرموقة عالمياً، بما يعزز فرص تمكينهم في سوق العمل وتحقيق النجاح التجاري المستدام.

ويؤكد الدكتور عبد الله الشمري، المدير التنفيذي لشركة HCMS، أهمية هذه المساعي حيث يقول: «لقد مهد الفوز في مسابقة SkillUp Compete الطريق أمام شركتنا للانطلاق إلى سوق العمل مدعومة بأفضل المهارات والخبرات اللازمة من أجل النمو والازدهار وتحقيق الأهداف المنشودة. ونحن متحمسون للشراكة مع Udacity التي تعتبر إحدى ثمار هذه المسابقة، ونتطلع للعمل معاً من أجل تقديم قيمة مضافة لقطاع التعليم والقطاعين العام والخاص في الإمارات، من خلال توفير مهارات وكفاءات التحول الرقمي العالية الطلب في سوق العمل في الدولة، عبر آلياتنا المعتمدة على علوم البيانات والذكاء الاصطناعي لمساعدة المؤسسات على استقطاب المواهب في جميع قطاعاتها».

من جهتها، قالت إيما سونسون، نائب الرئيس الإقليمي للشراكات في Udacity: «إن هذه الشراكة الاستراتيجية ستمسح بتطوير قدرات القوى العاملة في السوق الإماراتي، من خلال تجهيزهم بأحدث المهارات الرقمية التي تواكب متغيرات سوق العمل ومتطلبات وظائف المستقبل».

يذكر أن أنشطة شركة HCMS تتمحور حول توفير منظومة لتحليل العرض والطلب على المهارات داخل المؤسسات الحكومية والمؤسسات التعليمية للمساعدة في تمكين المواهب بمجموعات المهارات المناسبة، من خلال استخدام علوم البيانات والذكاء الاصطناعي. بينما تعد ((UDACITY شركة عالمية تستهدف تدريب القوى العاملة على وظائف المستقبل، وصقلهم بالمهارات التقنية التي تبحث عنها الشركات في موظفيها، وذلك من خلال منصة رقمية تعليمية مرنة، تتيح لجميع الأشخاص التطور ومواكبة متغيرات سوق العمل باستمرار، عبر مجموعة متنوعة من الدورات التدريبية على يد نخبة من الخبراء والمتخصصين. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
منبع: عربية CNBC

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى