ندوة لـ «تريندز» تستشرف «مستقبل التحول في الطاقة»
أكد خبراء ومتخصصون في الطاقة، أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا تستثمر بنشاط في مشاريع إزالة الكربون والطاقة المتجددة والطاقة النظيفة كجزء من الجهود طويلة الأجل لدعم تحول الطاقة على الصعيد العالمي.
مضيفين أن العالم اليوم يعاني أزمات متعددة ترتكز على المخاوف المتعلقة بإمدادات الطاقة وأسعارها؛ وهي مخاوف ناتجة عن النزاعات الجيوسياسية العالمية الجارية والالتزامات طويلة الأجل بشأن الانتقال من الوقود الأحفوري إلى الطاقة النظيفة، واصفين هذا الوضع بأنه «أول أزمة طاقة عالمية».
جاء ذلك خلال ندوة عن بُعد نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات، تحت عنوان: «مستقبل التحول في مجال الطاقة.. التداعيات والآفاق لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا»، شارك فيها خبراء ومتخصصون في الطاقة، وأدار النقاش تلميذ أحمد سفير الهند السابق لدى السعودية وعمان والإمارات.
مواكبة القضايا العالمية
واستهلت أعمال الندوة اليازية الحوسني مديرة إدارة الإعلام في «تريندز»، قائلة في الكلمة الترحيبية التي ألقتها بالنيابة عن الدكتور محمد العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات:
إن الندوة تأتي ضمن استراتيجية المركز لمواكبة القضايا والأحداث الإقليمية والعالمية ووضع منهجية للتعامل مع التحديات الناجمة عنها، مبينة أنه في الوقت الذي لا يزال فيه ما نسبته 81% من مزيج الطاقة يقوم على الوقود الأحفوري، فإن الحاجة إلى إزالة الكربون من مصادر الطاقة ونظمها أصبحت ضرورة عالمية حتمية وملحة.
وذكرت أن الهدف النهائي المتمثل في الانتقال من الوقود الأحفوري إلى أنظمة طاقة نظيفة آمنة وموثوقة وبأسعار معقولة أمر معقد للغاية ومليء بالمقايضات والشكوك، كما أدى عدم الاستقرار الجيوسياسي والاضطرابات الأخيرة في الاقتصاد العالمي وأنظمة الطاقة والغذاء إلى زيادة تعقيد الصورة، ولكن في الوقت نفسه، لم يكن الالتزام السياسي بتحويل الطاقة على القدر المطلوب.
استثمار في الطاقة المتجددة
وأشارت الحوسني إلى أنه لا يمكن التقليل من أهمية آسيا والشرق الأوسط في نجاح التحول العالمي للطاقة النظيفة.
حيث يشهد الطلب على الطاقة تحركاً متزايداً من الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما في ذلك الصين والهند ودول آسيوية أخرى، مضيفة أن منطقة آسيا والمحيط الهادي تمثل ما يقرب من 50% من الطلب العالمي على الطاقة، ورغم أن الشرق الأوسط هو المورِّد الرئيسي والأكبر لمصادر الطاقة الأولية.
حيث تستحوذ المنطقة على 48% من الاحتياطي المثبت من النفط و40% من الاحتياطي المثبت من الغاز، فإن المنطقة تستثمر بنشاط في مشاريع طموحة للحد من الانبعاثات الكربونية وإزالة الكربون والتوسع في مشاريع الطاقة المتجددة والطاقة النظيفة كجزء من الجهود طويلة الأجل لدعم تحول الطاقة على الصعيد العالمي.
أزمات متعددة
بدوره، أوضح السفير تلميذ أحمد أن العالم اليوم يعاني من أزمات متعددة، مثل التضخم والغذاء والتغير المناخي، وترتكز كل هذه الأزمات على المخاوف المتعلقة بإمدادات الطاقة وأسعارها؛ وهي مخاوف ناتجة عن النزاعات الجيوسياسية العالمية الجارية والالتزامات طويلة الأجل بشأن الانتقال من الوقود الأحفوري إلى الطاقة النظيفة.
وقد وُصِف هذا الوضع بأنه «أول أزمة طاقة عالمية»، لأنه يشمل قضايا متعلقة بالفحم والنفط والغاز الطبيعي ومصادر الطاقة المتجددة، وينطوي على تداعيات تطال جميع المجتمعات المختلفة التي تشكِّل المجتمع الدولي.
استراتيجية مُصدّري النفط
من جانبه، أكد الدكتور عدنان شهاب الدين الأمين العام السابق بالإنابة لمنظمة «أوبك»، ومدير البحوث في المنظمة، أن خفض انبعاثات الكربون من الوقود الأحفوري يمثل ركيزة أساسية لاستراتيجية كبار مصدري النفط والغاز في دول مجلس التعاون الخليجي من أجل التصدي لتحديات تحول الطاقة على الصعيد العالمي.
وذكر أن سوق النفط يشهد تحولاً نموذجياً من حيث تدفقات تجارة النفط الخام والمشتقات.
ففي الوقت الذي يتجه الخام الروسي نحو شرق أوروبا، ظهرت إمدادات خام بديلة معظمها من غرب إفريقيا والولايات المتحدة، كما يمكن لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن تحل محل جزء من واردات الاتحاد الأوروبي من النفط والغاز الروسي، مؤكداً أن الصراع الروسي الأوكراني زاد من مخاوف أمن الطاقة مرة أخرى.
ويجب على قادة أوروبا التوفيق في مجال تغير المناخ وأمن الطاقة، بناءً على البصمة الكربونية لدورة الحياة والتكاليف، وبعيداً عن «أيديولوجية الطاقة المتجددة» فقط.
وبين أن الهيدروجين النظيف يمكن أن يوفر ما يصل إلى 15- 20% من احتياجات الطاقة العالمية بحلول عام 2050، وهناك إمكانية أن تصبح منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مورداً رئيسياً لما يصل إلى 50% من واردات أوروبا من الهيدروجين النظيف. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App منبع: عربية CNBC